كم
هي ليلة جميلة يعيشها الزوجان مرة واحدة و تظل ذكراها
خالدة في ذهنيهما طول العمر وهي ليلة زفافهما, حيث
يتألق كل منهما ليظهر في أبهي صورة فيسهران حتي الصباح
في اللهو والرقص وينتهي المطاف بالزوجين في عش الزوجية
ولكي لا تفسد هذه الليلة في نهايتها والتي من المفترض
أن تكون بداية حياة سعيدة وليس الخوف من الفشل الذي
يؤدي إلي الفشل هذا ما أكده الأطباء المتخصصين في مجال
العلاقات الحميمة وكذلك أن عدم وجود تجارب للزوج قبل
الزواج يقيه من الإصابة بالكثير من الأمراض ولكن في
ذات الوقت تجعله أكثر تخوفا من الإخفاق في ليلة
الدخلة.
وفي مجتمعنا الشرقي نادرا جدا أن يمارس الجنس قبل
الزواج أو أن يسعي الناس للمعرفة الجنسية الصحيحة, هذا
ما أكده الدكتور أحمد عطية أستاذ ورئيس قسم الذكورة
بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لأمراض
الذكورة وبالتالي ننصح كل زوجين بالذهاب إلي الطبيب
المتخصص قبل الزواج, ليشرح لهما ما المطلوب تنفيذه في
هذه الليلة ويوعيهم التوعية الجنسية الصحيحة التي تفيدهم
طوال حياتهم الزوجية, فالذي يحدث لدينا أن الأم تخجل
من الحديث عن هذا الموضوع مع ابنتها والأب يخجل من
ابنه، ويتركان الزوجين مع بعضهما البعض والموضوع إما
يصيب وإما يخيب, والأغلب الأعم يخفق الزوج في هذه
الليلة, مما يترتب عليه مشاكل نفسية كثيرة تتراكم كلما
طالت المدة, ولهذا إذا أخفق الزوج في ليلة الزفاف
فعليه استشارة الطبيب المختص بشرط اصطحاب زوجته معه, لأن
المشكلة دائما تكون من الطرفين معا, وتحتاج إلي تفاهم
وتقارب وتوعية جنسية، وتجدر الإشارة إلي أن هذه المشكلة
موجودة في المجتمعات الشرقية المحافظة فقط ولا توجد في
المجتمعات الغربية, لدرجة أننا عندما نرسل لهم أبحاثنا
عن فشل العلاقات الزوجية يضحكون علينا ويقولون لا يوجد
لدينا هذه المشكلة, والسبب في ذلك وجود توعية جنسية
لديهم منذ الصغر, فالمجتمع الشرقي يعيش في ظلمة جنسية
وهي مفيدة وضارة في ذات الوقت, مفيدة لعدم إصابة الشاب
بأمراض تناسلية نتيجة لتعدد لقاءاته الجنسية قبل الزواج,
و لا يحدث حمل للفتيات صغار السن كما يحدث في الغرب،
وضارة لأن قلة الخبرة الجنسية تجعل العروسين يحصلان علي
معلوماتهما من مصادر غير موثوق فيها كالأصدقاء الذين
يقدمون لهما معلومات مغلوطة, أو الإنترنت الذي يقدم
أشياء بعيدة كل البعد عن الواقع مما يصيبهم بالإحباط
والعقد النفسية, ولذلك يجب انتقاء المعلومة من مصدر علمي
سليم قبل الزواج بفترة قصيرة, فهذا يساعد علي تخطي
المرحلة الأولي من الزواج بمشاكلها الجنسية, ويقتصر دور
الطبيب المختص علي أن يعطي للشباب الذكور معلومات
تشريحية عن الأعضاء التناسلية للأنثي والوضع المناسب
لعملية الزفاف.
ولذلك ينبغي أن يعلم الزوجان قبل ممارسة العلاقة الحميمة
الطريقة المثلي للممارسة السليمة حتي لا يتبادلا الاتهامات
في حالة الإخفاق, وأن المرأة تحتاج وقتا أطول في
عملية الإشباع لأن الجنس بالنسبة لها عاطفي بخلاف الزوج
فهو عضوي.
وعلي الطبيب المعالج في حالة لجوء الزوجين إليه أن
يدرس الأسباب التي أدت إلي الإخفاق فقد يكون السبب من
الزوجة لإصابتها بأحد الأمراض التي تجعلها تخشي من
الممارسة, ولذلك تكون سعيدة بفشل زوجها, وهذا ينتج من
التنشئة الاجتماعية الخاطئة للبنات, فللأم تغرس في بناتها
أن الجنس حرام بصورة مطلقة, فلا تفرق بين علاقة شرعية
مع زوج وعلاقة غير شرعية ولذلك تتكون لدي البنت عقيدة
بأن ممارسة الجنس حرام في كل الأوقات ولذلك تحجم عن
الممارسة حتي مع الزوج وهذه بالطبع حالة مرضية تحتاج
إلي علاج, ولذلك إذا جاءني زوجان تأخر زفافهما لأكثر
من شهر أسأل الزوجة هل أخبرت أهلك فإذا جاء الرد
بالنفي يتسلل فورا الشك في نفسي بأن العيب منها، ثم
أتجه للبحث عن الحالة الصحية للزوج, فالأمر لا يقتصر
علي جهله الجنسي فقط بل يمتد إلي إصابته ببعض الأمراض
العضوية التي تعوقه عن الممارسة مثل إصابته بالسكر منذ
الصغر مما يؤدي إلي تلف أعصابه , وما يستتبع ذلك من
ضعف الانتصاب, فهذا الأمر يتطلب تدخلا جراحيا, أو أن
تكون للزوج ممارسات جنسية قبل الزواج مما أصابه ببعض
الأمراض التناسلية وفي حالة ثبوت تعدد علاقات الزوج قبل
الزواج أطلب منه إجراء العديد من التحاليل الطبية للتأكد
من خلوه من الأمراض المعدية التي يمكن أن تنتقل إلي
الزوجة مثل الإيدز, ولابد من التأكد من كفاءة انتصاب
العضو الذكري للذين لم يمارسوا الجنس قبل الزواج، وغيرها
من الوسائل العلاجية الأخري التي نستطيع كأطباء أن
نتعرف من خلالها علي السبب الحقيقي وراء عملية الفشل,
وعلي الزوجة أن تتخلي عن الخوف وتتحلي بالصبر علي
زوجها فإذا أخفق لا تحرجه بالكلمات اللاذعة وعليها أن
تطمئنه وتساعده في ذات الوقت.
ويضيف د. سامي حنفي أستاذ أمراض الذكورة بكلية الطب
جامعة بنها والرئيس الشرفي للجمعية المصرية لأمراض الذكورة
قائلا: اليوم الأول للزفاف يعد يوما مهما جدا في حياة
الزوجين لأن الزوج يمكن أن يثبت رجولته منذ ذلك اليوم
ويمكن ألا يثبتها , ويتوقف عليه الاحترام من عدمه
والثقة من عدمها , فالفشل في الليلة الأولي يؤدي إلي
عصبية الزوج, وتكون البداية غير مطمئنة لخلوها من المودة
والرحمة واللطف خصوصا في أثناء فض غشاء البكارة، لأن
هذا سيؤثر بالطبع علي الحالة النفسية للزوجة وسيجعلها
تشعر بالراحة والطمأنينة , وستكون بداية موفقة لحياة أسرية
سعيدة وضع لها الزوج الدعامة الرئيسية منذ الليلة
الأولي للزفاف, ولذلك ننصح الأزواج التحلي بالثقة وعدم
الرهبة وإذا فشلوا فعليهم بالاسترخاء الكافي ثم محاولة
التجربة مرة ثانية , وإذا فشلوا فعليهم ألا يلجأوا إلي
الأهل والأصدقاء وإنما إلي الطبيب المختص ليشخص الحالة
ويصنفها، فإما أن تكون ناتجة عن حالة نفسية أو عضوية,
وهذا لا يستطيع الأهل تفسيره ولأنهم سيمثلون عنصر ضغط
علي الزوج وليس عنصر مساعدة, ففض غشاء البكارة ليس
عملية جراحية وإنما هي في الأصل عملية بسيطة للغاية,
وعلي الأهل أن يتركوا العروسين لمدة كافية ولا يلاحقوهما
بالأسئلة المحبطة حتي لا يصابا بالتوتر, وعلي العروسين
التفكير في كيفية جعل هذا اليوم يمر بشكل ظريف حتي
يكون ذكري سعيدة لهما فيما بعد, فلا شك أن المرحلة
التي تسبق الزفاف تكون مليئة بالتوتر والإجهاد، نظرا
لحرص العروسين علي أن يضعا اللمسات النهائية لشقة
الزوجية بأنفسهما, بالإضافة إلي أنهما يحرصان علي إحياء
الفرح بأنفسهما بالرقص طوال الليل وهذا يساعد علي
إرهاقهما أكثر, ونحن لا نستطيع حرمانهم من هذا الحق
الطبيعي, ولكن ننصحهما بتأجيل العلاقة الحميمة لكي يستريحا
تماما, ولا تكون النتيجة سلبية نتيجة لحالة الإجهاد
والإرهاق التي تعرض لها الزوجان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق